ابحث عن موضوع

dimanche 18 juillet 2010

تامل يومك قبل نومك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
والصلاة والسلام على من لانبي بعده

امابعد..

فلكل واحد منا مخططاته في يومه من ان يستيقظ الا ان ينام

كل شخص في هذه الدنيا يبدا يومه بطريقة ما قد تكون نافعة له ولاخوانه وقد تكون لامعنى لها

يجب على المؤمن التقي النقي ان يتقن التعامل مع الناس وكل من حوله ويحاول ان يجعل من يومه مباركا
فيه الكثير من الفوائد

وان يعلم ان الله يراه في كل خطوة يخطوها وهو معنا اينما كنا

فهو يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وماينزل من السماء وما يعرج فيها وماتسقط من ورقة الا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولا رطب ولايابس الا في كتاب مبين

تامل معي

حين تضع خدك على وسادتك تذكر معي يومك كيف امضيته

فيما قضيته

هل نفعت اخا لك في الله؟؟

هل سعيت في مساعدة ارملة او يتيم؟؟

هل قرات وردا من القران ينفعك يوم لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم؟؟

هل نصحت اخا لك في الله او علمته شيئا ينفعه في دينه ودنياه؟؟

هل حفظت لسانك ورطبته بالذكر والكلام اللين ؟؟

ام انك غتبت فلانا وقذفت فلانا وشتمت ذاك وذاك ؟؟

وعققت والديك لم تسمع كلامهما؟؟

وحضرت مجالس اللهو والغناء و الصور الفاحشة؟؟



عود نفسك ان تحاسبها وتؤدبها وتحكم في هواك ولا تجعله يتحكم فيك

واصنع نفسك للجنة ولا تطلق لها العنان لتقودك الى النار

حين تتهيا للنوم حاول ان تسترجع الذكرى في كل دقيقة مرت في يومك

واندم على كل سيئة اقترفتها واستغفر الله منها واعزم عن الاقلاع عنها

وافرح بكل حسنة كسبتها فمهما عانيت لها اصبح كل شيء من الماضي وزال التعب وسجلت لك في صحيفتك

هكذا اخواني نتامل يوم بيوم حتى نتامل العمر بكله ونحفظ انفسنا من الزلات والوقوع في المعاصي

ان الله سبحانه وتعالى لا يضره من كفر ولا ينفعه من شكر

ونما كل شيء لانفسنا

قال سبحانه في سورة الزمر

ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفروان تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون انه عليم بذات الصدور ...الاية 7

كم من خطيئة اقترفناها ومضينا كان شيئا لم يكن

الله سبحانه وتعالى يمهلنا حتى نتوب ونستغفر ولا يعجل لنا العذاب فهل من تائب منيب؟؟



فقال الطبراني رحمه الله في " معجمه الكبير " ( 7/203-204 ) :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِ الْوَهَّابِ بن نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي،
ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زِيَادِ بن زَكَرِيَّا الأَيَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ،
ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بن إِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيمَ بن زَبْرِيقٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بن إِبْرَاهِيمَ،
ح وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بن رَجَاءِ بن حَيْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بن رُوَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ،
فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلا كُتِبَتْ وَاحِدَةً ".

هذا الحديث حسنه الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع الصغير


اوصي نفسي واخواني الا تدعوا يوما يمر عليك قبل ان تتاملوه واكثروا من الاستغفار

وتوقعوه اخر يوم وان ظلمة الليل تتحول الى ظلمة قبر

غمضتك قبل النوم قد تتحول الى غمضة موت

ففروا الى الله

وتذكروا قوله تعالى ...واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ..
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

بقلم الذاكرين الله كثيرا "

mardi 13 juillet 2010

الترغيب في لبس الأبيض من الثياب

كتاب اللباس والزينة

الترغيب في لبس الأبيض من الثياب )


2026 - ( صحيح )
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه


2027 - ( صحيح )
وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما


صحيح الترغيب والترهيب

دعوة الى الرجوع الى كتاب الله

الحمدلله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا
من يهدي الله فلا مضل ومن يضل فلاهادي له والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

امابعد
كثيرا ما نرى شبابنا وشاباتنا يعاونون ويكثرون الشكوى مما ألت اليه ظروفهم المادية والنفسية
شباب اليوم يبحثون عن العفة والتعفف ولا يجدون اليهما سبيلا ويشكون من انتكاسهم في كل شيء وحزنهم ووحشة لا يجدون لها تفسيرا
ولو راجعوا انفسهم قليلا لوجدوا ان اكبر ما يعانونه هو بعدهم عن ذكر الله وخاصة كتابه العزيز
قد يحتج احدنا بعدم تمكنه من طلب العلم لعدم تيسر الامور او لمشكل ما ولكن العذر في هجران كتاب الله ليس له داع فكل بيت مسلم يتوفر على مصحف على الاقل
والمصيبة في هجرانه لا في فقدانه

ان الله تعالى ماخلق من شيء في هذه الدنيا والا ويسبح بحمده ولا كن لا نفقه تسبيحهم
لم يخلق الله هذه الدنيا عبثا ولا جعلنا فوقها سدى ولله في ذلك حكمة وشؤون ومامن عبد مكروب او مهموم الا وجعله له مخرجا بالرجوع والانابة اليه
كما قال سبحانه ..ومن يتقٍ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب..


لكن الغفلة وقلة اليقين تمكنت من قلوب الكثير منا وقيدته عن اللجوء الى الله والانابة اليه بقلب منكسر ذليل
من اراد ان يفوز في الدنيا والاخرة فلا سبيل له الا ذكر الله وتلاوة القران وتدبره والعمل به
دعوة الى حفظ القران

ان الله سبحانه وتعالى غني عنا ولا يرضى لنا الغفلة والهوان بتضييع الطاعات
كتاب الله اوثق كتاب وخير ونيس في كل الاوقات
من منا لم يشعر بالهيبة والخشوع والسعادة عند تلاوته
ان لم يكن كذلك ففي القلب مرض علينا ان نداويه بمجاهدة النفس وترويضها
من اراد ان يعرف منزلته عند الله فلينظر منزلة الله عنده ومدى تعلقه بكتابه العزيز الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
حفظ كتاب الله بالقلب واللسان يفتح الابواب الموصدة ويشرح النفس الحزينة ويسعدها ويطهر القلب من الشوائب والمعاصي التي تراكمت عليه
والمتعلق بكتاب الله تجد فيه نورا وبشرى وسعادة لا يفسرها الا رضا الله عن اهل القران
عن انس رضي الله عنه قال..قالالنبي صلى الله عليه وسلم ..ان لله اهلين من الناس ...قيل من هم يا رسول الله قال اهل القران هم اهل الله وخاصته
رواه النسائي وصححه الالباني
من اراد ان يكون من اهل الله فما عليه الا ان يصدق لنية ويخلصها لله ويمسك بكتابه العزيز وان يعزم على تعهده والعمل به دون ان يهجره باي شكل من الاشكال
قال الله تعالى ..

29 - (إن الذين يتلون) يقرؤون (كتاب الله وأقاموا الصلاة) أداموها (وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) زكاة وغيرها (يرجون تجارة لن تبور) تهلك

وهنا المقصد وهو الفوز في الدنيا والاخرة كيف لا وقد تكفل الله لمن عهد القران الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة

يطول الحديث عن فضل القران الكريم
وعظمة الله نلتمسها في كتابه والتوحيد والعقيدة السليمة تؤخذ من القران الكريم فمن اراد الفلاح فليفر الى الله

lundi 12 juillet 2010

قول السلف في الصبر على الاحزان


من أقوال السلف
في الصبر على الأحزان

*******


* ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده، قال: قال إبراهيم بن داود: قال بعض الحكماء: إن لله عبادًا يستقبلون المصائب بالبشر،
قال: فقال: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم،
ثم قال: قال وهب بن منبه: وجدت في زبور داود: يقول الله تعالى: «يا داود، هل تدري من أسرع الناس ممرًا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري».

* قال عبد العزيز بن أبي داود: «ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان المصيبة، وكتمان المرض، وكتمان الصدقة».

* وقال بعض السلف: «ثلاثة يمتحن بها عقول الرجال: «كثرة المال، والمصيبة، والولاية».

* وقال عبد الله بن محمد الهروي: من جواهر البر: كتمان المصيبة، حتى يظن أنك لم تصب قط».

* وقال عون بن عبد الله: «الخير الذي لا شر معه: الشكر مع العافية، والصبر مع المصيبة».

* قال علي بن أبي طالب : «الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها، كتب له ثلاثمائة درجة، ومن صبر على الطاعة، كتب له ستمائة درجة، ومن صبر عن المعصية، كتب له تسعمائة درجة»,

* وقال ميمون بن مهران: «الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية».

* وقال الجنيد، وقد سئل عن الصبر، فقال: «هو تجرع المرارة من غير تعبس».

* وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24]: «صبروا على ما أمروا به، وصبروا عما نهوا عنه». اهـ. فكأنه رحمه الله جعل الصبر عن المعصية داخلاً في قسم المأمور به.

* قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن أبي السفر، قال: مرض أبو بكر فعادوه، فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب؟ فقال: قد رآني الطبيب. قالوا: فأي شيء قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد.

* قال أحمد: «حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: قال عمر بن الخطاب: «وجدنا خير عيشنا بالصبر». وفي رواية: «أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريمًا».

* وقال علي بن أبي طالب: «ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له».

* وقال الحسن: «الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده».

* وقال عمر بن عبد العزيز: «ما أنعم الله على عبد نعمة، فانتزعها منه، فعاضها مكانها الصبر، إلا كان ما عوضه خيرًا مما انتزعه منه».

* وكان لبعض العارفين رقعة، يخرجها كل وقت، فينظر فيها، وفيها مكتوب واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا.

* وقال مجاهد في قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، في غير جزع.

* وقال عمرو بن قيس {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال: «الرضا بالمصيبة والتسليم».

* وقال حسان: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}: لا شكوى فيه.


* وقال همام عن قتادة في قول الله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84] قال: كظيم على الحزن، فلم يقل إلا خيرًا، وقال الحسن: الكظيم: الصبور. وقال الضحاك: كظيم الحزن.

* وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا عبد الله بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، أن سعيد بن جبير قال: «الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله».

قال يونس بن زيد: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن: ما منتهى الصبر؟ قال: «أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه».


وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} [المعارج: 5]، قال: «أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو».

*************

حال الانسان عند حلول المصيبة

حال الإنسان عند حلول المصيبة





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن العبد في هذه الدنيا معرض لصنوف من البلاء، والاختبار، وما ذلك إلا ليعلم الله ـ تعالى ـ من العبد صبره ورضاه؛ وحسن قبوله لحكم الله وأمره، قال الله تعالى:{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }(1).
والإنسان عندما يصاب بمصيبة، فإن له أحوالاً في تقبل تلك المصيبة، إما بالعجز والجزع، وإما بالصبر وحبس النفس عن الجزع، وإما بالرضا، وإما بالشكر.
قال ابن القيم (ت751هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:( والمصائب التي تحل بالعبد، وليس له حيلة في دفعها، كموت من يعزُّ عليه، وسرقة ماله، ومرضه، ونحو ذلك، فإن للعبد فيها أربع مقامات:
أحدها: مقام العجز، وهو مقام الجزع والشكوى والسخط، وهذا ما لا يفعله إلا أقل الناس عقلاً وديناً ومروءة.
المقام الثاني: مقام الصبر إما لله، وإما للمروءة الإنسانية.
المقام الثالث: مقام الرضى وهو أعلى من مقام الصبر، وفي وجوبه نزاع، والصبر متفق على وجوبه.
المقام الرابع: مقام الشكر، وهو أعلى من مقام الرضى؛ فإنه يشهدُ البليةَ نعمة، فيشكر المُبْتَلي عليها)(2).

وقد علق على هذه المقامات الأربع الشيخ محمد بن عثيمين(3) ـ رحمه الله تعالى ـ فقال: للإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات:
الحال الأول: أن يتسخط.
الحال الثاني: أن يصبر.
الحال الثالث: أن يرضى.
الحال الرابع : أن يشكر.

هذه أربع حالات للإنسان عندما يصاب بالمصيبة:

أما الحال الأول: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه.
ـ فتسخط القلب أن يكون في قلبه شيء على ربه عز وجل من السُّخط والشره على الله ـ تعالى ـ والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة.

ـ وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، يا ويلاه! يا ثبوراه! وأن يسب الدهر فيؤذي الله عز وجل وما أشبهه.
ـ وأما التسخط بالجوارح مثل: أن يلطم خده، أو يصفع رأسه، أو ينتف شعره، أو يشق ثوبه، وما أشبهه ذلك.

هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب، ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم؛ فصار عندهم مصيبتان: مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم ممَّا يؤلمهم.
أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه؛ هو يكره المصيبة ولا يحبها، ولا يحب إن وقعت، لكن يصبّر نفسه؛ لا يتحدث باللسان بما يسخط الله، ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله تعالى، ولا يكون في قلبه على الله شيءٌ أبداً؛ صابر لكنه كاره لها.
والحال الثالثة: الرِّضى بأن يكون الإنسان منشرحاً صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاءً تاماً، وكأنه لم يصب بها.
والحال الرابعة: الشُكر فيشكر الله ـ تعالى ـ عليها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره قال:"الحمد لله على كل حال"(4).
فيشكر الله من أجل أن يُرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه.

مسألة: ما ينبغي لمن بلغته المصيبة أن يفعل.

ينبغي لمن بلغته مصيبة، أيَّاً كانت هذه المصيبة أمور:
أ- الصبر؛ فيسن الصبر على المصيبة، ويجب منه ما يمنعه عن المحرم(5).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(728هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ :( والصبر واجب باتفاق العلماء)(6).
قال ابن القيم (ت751هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:( والصبر واجب بإجماع الأمة، وهو نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر)(7).

والصبر هو: حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش(8).

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (9).

السلف وختم القران


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ...
فقد انتشرت في المنتديات الإسلامية بصورة عامة وفي بعض المنتديات السلفية صور لجداول تبين طرق مختلفة يتبعها المسلم والمسلمة لزيادة عدد مرات ختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان!!
ولا يخفى ـ إن شاء الله تعالى ـ على كثير من الإخوة السلفيين والأخوات السلفيات الذين قاموا بنشر هذه الجداول أن الأصل في قراءة القرآن هو تدبره وفهم معانيه وليس الانشغال بعدد مرات ختم القرآن، ومتى اختمه؟! وكم اختمه؟!!
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
وذكر شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العجاب [مفتاح دار السعادة: 1/187]:
(قراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم،
وأنفع للقلب ...
وأدعى الى حصول الايمان ...
وذوق حلاوة القرآن ....
وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح.
وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم أنه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب؛ ولهذا قال ابن مسعود (لاتَهذُّوا[1] القرآن كَهَذِّ الشعر ولا تنثروه نَثْرَ[2] الدَّقَلِ[3] وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب لا يكن هَمّ أحدكم آخر السورة).
وقال الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم ... كيف يَرِقُ قلبك وإنما همتك في آخر سورتك؟!)[4].
ولقد جاءت معظم الصور التي أشرت إليها ـ إن لم أقل كُلَّها ـ على أساس تحزيب القرآن الكريم بالأجزاء وبعضها بالصفحات!! بينما الأصل في تحزيب القرآن الكريم يكون بالأجزاء كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وفي هذا الموضوع هناك مشاركة للأخت والأستاذة الفاضلة سكينة بنت الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى، فلقد نبهت لهذا الأمر وكتبت عنه جزاها الله تعالى كل خير قبل عام تقريبًا في مدونتها ولقد أجادت في ذلك وأفادت فسأنقل ما دونته في هذه المسألة بنصه وحرفه حيث قالت وفقها الله تعالى:
"المسألة هي:
كم يقرأ كل يوم؟
وهذا الذي يُعرف بـ: تحزيب القرآن الكريم، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيانٌ شافٍ لهذه المسألة، نص فيه على أن تحزيب القرآن إنما هو بالسُّور، وقال أن هذا "معلوم بالتواترفلا يكون التحزيب بالأجزاء، هذا الذي ذكره رحمه الله، والآن صاروا يحزّبون بالصفحات أيضًا!
وذكر رحمه الله أن في هذا مصالح عظيمة وهي:
"ـ ..قِرَاءَة الْكَلَامِ الْمُتَّصِلِ بَعْضِهِ بِبَعْضِ
ـ وَالِافْتِتَاح بِمَا فَتَحَ اللَّهُ بِهِ السُّورَةَ
ـ وَالِاخْتِتَام بِمَا خَتَمَ بِهِ
ـ وَتَكْمِيل الْمَقْصُودِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ مَا لَيْسَ فِي ذَلِكَ التَّحْزِيبِ". ا.هـ
في حين أن التحزيب بالأجزاء ـ أو بالصفحات ـ فيه مفاسد، بيّن رحمه الله أنه ذكر بعضها، وسأختار أحدَها والذي هو سبب تحرير ذي النقطة، قال رحمه الله:
"وَهَذَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ هُوَ الْأَحْسَنُ؛ لِوُجُوهِ:
أَحَدُهَا: أَنَّ هَذِهِ التحزيبات الْمُحْدَثَةَ تَتَضَمَّنُ دَائِمًا الْوُقُوفَ عَلَى بَعْضِ الْكَلَامِ الْمُتَّصِلِ بِمَا بَعْدَهُ، حَتَّى يَتَضَمَّنَ الْوَقْفَ عَلَى الْمَعْطُوفِ دُونَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، فَيَحْصُلَ الْقَارِئُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مُبْتَدِئًا بِمَعْطُوفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)، وَقَوْلُهُ: (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.
وَيَتَضَمَّنُ الْوَقْفَ عَلَى بَعْضِ الْقِصَّةِ دُونَ بَعْضٍ ـ حَتَّى كَلَامُ الْمُتَخَاطِبَيْنِ ـ حَتَّى يَحْصُلَ الِابْتِدَاءُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بِكَلَامِ الْمُجِيبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا). وَمِثْلُ هَذِهِ الْوُقُوفِ لَا يَسُوغُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ إذَا طَالَ الْفَصْلُ بَيْنَهُمَا بِأَجْنَبِيِّ، وَلِهَذَا لَوْ أُلْحِقَ بِالْكَلَامِ عَطْفٌ أَوْ اسْتِثْنَاءٌ أَوْ شَرْطٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْفَصْلِ بِأَجْنَبِيٍّ؛ لَمْ يَسُغْ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَلَوْ تَأَخَّرَ الْقَبُولُ عَنْ الْإِيجَابِ بِمِثْلِ ذَلِكَ بَيْنَ الْمُتَخَاطِبَيْنِ؛ لَمْ يَسُغْ ذَلِكَ بِلَا نِزَاعٍ، وَمَنْ حَكَى عَنْ أَحْمَد خِلَافَ ذَلِكَ فَقَدْ أَخْطَأَ كَمَا أَخْطَأَ مَنْ نَقَلَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْأَوَّلِ خِلَافَ ذَلِكَ وَذَلِكَ أَنَّ الْمَنْقُولَ عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ فِيمَا إذَا كَانَ الْمُتَعَاقِدَانِ غَائِبَيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا غَائِبًا وَالْآخَرُ حَاضِرًا فَيَنْقُلُ الْإِيجَابَ أَحَدُهُمَا إلَى الْآخَرِ فَيَقْبَلُ فِي مَجْلِسِ الْبَلَاغِ وَهَذَا جَائِزٌ بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَا حَاضِرَيْنِ وَاَلَّذِي فِي الْقُرْآنِ نَقْلُ كَلَامِ حَاضِرَيْنِ مُتَجَاوِرَيْنِ فَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ يُفَرَّقَ هَذَا التَّفْرِيقُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ؟ بِخِلَافِ مَا إذَا فَرَّقَ فِي التَّلْقِينِ لِعَدَمِ حِفْظِ الْمُتَلَقِّنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ".
إلخ ما قال رحمه الله، ينظر في "مجموع الفتاوى" (13/ 405 – 416).
ويوجد في الشبكة (النت) الآن جداول أنيقة مِن حيث الشكل؛ لكنها حزّبت بطريقة الأجزاء دون مراعاة المعاني، فكانت في بعض محتواها تريد مِن القارئ أن يقع فيما ضرب به شيخُ الإسلام مثالاً على القطع والابتداء الذي لا يســوغ!
نعم لنا أن نستأنس بتقسيم الأجزاء مِن باب أنها دلالة على المقادير المتساوية، لكن لا نلزمها، بل نقسّم ما سنتلوه (أو ما سنراجع حِفظه) بحيث يكون الحدُّ لنا: السُّوَر، فهي السُّوْرُ المحيط بعملية التقسيم، وما الأجزاءُ إلا أضواء.
وأضع هنا مثالاً تقريبيًا للختم في أسبوع بالسور:
اليوم الأول: من الفاتحة إلى آل عمران
الثاني: من النساء إلى الأنعام
الثالث: من الأعراف إلى هود
الرابع: من يوسف إلى طه
الخامس: من الأنبياء إلى العنكبوت
السادس: من الروم إلى الجاثية
السابع: من الأحقاف إلى الناس
وآخر للختم خلال عشرة أيام:
اليوم الأول: سورة الفاتحة وسورة البقرة
الثاني: آل عمران والنساء
الثالث: المائدة والأنعام
الرابع: الأعراف إلى التوبة
الخامس: يونس إلى الرعد
السادس: إبراهيم إلى الإسراء
السابع: الكهف إلى الفرقان
الثامن: الشعراء إلى سبأ
التاسع: فاطر إلى الحجرات
العاشر: ق إلى الناس
على أنه ينبغي ملاحظة إقبال النفس ومراعاة الأحوال، فمَن وجد في نفسه نشاطًا في جهده وذهنه، وسعة في وقته في أحد تلك الأيام؛ فما المانع أن يزيد على المقرر؟! فإذا ما انشغل يومًا أو تعب؛ لا يتأثر تقسيمُه بإذن الله تعالى.
نسأله سبحانه أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا، ونسأله العونَ على شكره وذكره وحُسن عبادته، فمتى كلّتْ آلةُ التوكل والتسليم؛ لن تتقدم وسائلُ التحزيب والتقسيم، كما أنه دون جذور التوحيد؛ لن تزهر أغصانُ عملٍ يَنفع يومَ المزيد"[5] انتهى النقل من كلام أختنا الفاضلة حفظها الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــ
[1] الهَذَّ: السرعة في القراءة، أراد رضي الله عنه التحذير من السرعة في قراءة القرآن كما يُسرع في قراءة الشعر؛ لسان العرب: 3/517 بتصرف.
[2]نثر: أَي كما يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ من العِذْقِ إِذا هُزَّ؛ لسان العرب: 5/191.
[3] الدَّقَل: أي التمر الرديء اليابس، فتراه ليُبْسِه ورَداءته لا يجتمع ويكون منثورًا؛ لسان العرب: 11/346. النسخة الألكترونية.
[4] مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي: 1/315، النسخة الألكترونية.
[5] الرابط الألكتروني لمشاركة الأخت والأستاذة الفاضلة سكينة الألباني في مدونتها المفيدة هو: